إن الدراسة للأفعال، ولردود الأفعال, ومسالك اتخاذ القرارات, وأساليب التوجيه والاستعداد الدائم لخدمة الآخر, ومناهج التأثير والتغيير, ووسائل البث لروح العمل الجماعي, هي مرادفات تدل على معانِ متقاربة؛ سنحاول استخراج منها أسرار الجاذبية عند بعض الأشخاص دون غيرهم، ويتعلق هذا السر بسلوك البشر وتكوينهم النفسي والعقلي وحاجاتهم الفطرية. وفيما يلي أسرار هده الجاذبية وركائزها كما سنوردها:
السر الأول: منح التقدير والاهتمام لكل إنسان على وجه هده البسيطة
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: إن أقوى الدوافع البشرية هو الرغبة في الثناء وحب التقدير. وهذا الدافع, هو أحد أسرار التفوق البشري على سائر المخلوقات, وهو العمود الفقري للعطاء الإنساني , وهو الذي جعل من الإنسان فرداً خلاقاً , يقدم الجديد , ويطلب المزيد.
ثاني أسرار الجاذبية: تجنب العتاب وابتعد تماما عن النقد الجارح
ركيزة هذا السر من أسرار قتل الجاذبية: إن من قسوة السلوكيات البشرية تعمد أسلوب التجريح وتحطيم الآخر عكس سلك أسلوب الثناء وحب التقدير. وهذا الدافع, هو أحد أسرار التفرقة البشرية , وهو العمود الفقري لانتشار أحاسيس الحقد و الكراهية بين العنصر الإنساني , وهو الذي جعل من الإنسان فرداً يعاني من نكبات نفسية جعلته يعيش على الهامش ,ويرفض الإقدام على التجديد و الإبداع والانطلاق نحو الحياة بشغف، ويطلب المزيد.
السر الثالث للجاذبية: معرفة الأسماء ومنح الأوصاف والألقاب
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: إن الأسماء عزيزة على أصحابها وهي تعني الكثير لهم, إنهم يفتخرون بها ويجعلون منها العنوان الذي يرمز لأشخاصهم ويدل على كيانهم. ولذلك كان العزف على هذا الوتر من أقرب الطرق إلى القلوب وأحبها إلى النفوس.
السر الرابع للجاذبية : الحوار الرفيق والاستماع العميق
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: إن السلوك البشري الصادر عن قناعات راسخة في النفس, هو سلوك دائم ومستمر, لا سبيل إلى غرس القناعات, وترسيخ المثل, والقيم والمبادئ, سوى الحوار الرفيق الهادئ.
السر الخامس للجاذبية: ابتسامة مشرقة ونفس منشرحة
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: الابتسامة أعظم سلطان على الأرواح والنفوس. وهي أقصر طريق إلى القلوب وأقرب باب للنفوس.
السر السادس للجاذبية: مزاح خفيف ومرح لطيف
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: المرح وروح الفكاهة سلوك اجتماعي يرتبط بالإنسان دون غيره من المخلوقات, وهو رحمة ركبت في النفس البشرية لمواجهة تقلب شئون الحياة ،والإسلام دين عظيم لا يصادر حاجة الناس إلى هذه المفردات الملحة ( المرح والضحك والانبساط ) بل يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة, ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة بشوشة, ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة, التي لا تنظر إلى الحياة والناس إلا من خلال منظار أسود قاتم .
السر السابع للجاذبية:بيت أسري تسوده المودة
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: إن البيوت هي الواحة التي يأوي إليها الرجل بعد عناء الكفاح, وهي الظلال التي يستظل فيها من هجير الكد. والزوجة الصالحة هي السكن الذي يثوب إليه الزوج من اللغو ويطمئن بالحلول في ضيافته عند الغروب.
السر الثامن للجاذبية : المساهمة في التربية الناجحة للفرد فهي عماد المستقبل
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: إننا اليوم بحاجة إلى مراجعة شاملة لمسالكنا في التربية والعناية بالنشء, بالتقرب منهم وإدخالهم مجالسنا ومنحهم الألقاب وإفشاء لهم بعض أسرار النجاح في الحياةَ وتكليف بعضهم بأعمال ومشاركتهم في أكلهم وشربهم وأفراحهم و مسراتهم وتحميلهم مسؤوليات.
السر التاسع للجاذبية : انثر بذور الحب واغرس حبات الولاء
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: أن من وصل إلى قلوب الناس حكم جوارحهم، فإذا أسرت الأرواح فما عند الأجساد إلا الإتباع، وإذا أحبك الناس وأفردوا إليك مكاناَ في أفئدتهم كنت سيداَ مطاعاَ وقائداَ متبعاَ.
السر العاشر للجاذبية : يدٌ حانية ولمسة رقيقة
ركيزة هذا السر من أسرار الجاذبية: الإنسان الذي خلقه الله كتلة من المشاعر وجملة من الأحاسيس ليس في الإمكان أن تصل إلى محل القبول منه (قلبه) حين تطرق باب القلب من جهة السمع فحسب، فإن المرء بطبيعته يمل من اللون الواحد والطعم الواحد. فأكمل الساسة وأحسن القادة من كان مستوعباً لحاجات الإنسان, ومتفهماً لأسباب التأثير فيه .
وهكذا تصنع منك الإنسان العظيم الجذاب و المحبوب من طرف الجميع والمربي الكريم المتنوع في طرائق الجاذبية والإصلاح لأن للمرء حواس خمس :أذن تسمع الحديث وعين تبصر الهدى والدلائل وأنف يشم العبير و لسان يتذوق الحلاوة وبشرة تتلمس الدفء.
والله ولي التوفيق...
تعليقات
إرسال تعليق